في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل... عاشت أرملة فقيرة مع طفلها الصغير، حياة متواضعة في ظروف صعبة إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى.
لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء، فالغرفة عبارة عن أربعة جدران ، و بها باب خشبي غير أن سقفها كان مجرد صفيح كثير الثغرات و الثقوب.
ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها، فاحتمى الجميع في منازلهم ، أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة شلالات الماء المنهمر عليهم من ثقوب السقف
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها يرتجف من البرد ، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل ، أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران ثم خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر ، نظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا وقال لأمه:
ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟ !!!
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء ، ففي بيتهم باب!
=============
إحساسك النابع من داخلك هو سعادتك أو شقاؤك بغض النظر عن ما يحدث خارج نفسك