احترم أطفالك حتى يحترموا غيرهم

Admin عدد المساهمات : 167 تاريخ التسجيل : 17/05/2011

واحدة من أفضل الطرق لكي تعلّم أطفالك كيف يحترمون غيرهم هو أن تحترمهم

هذا القول يبدو غريباً على الآباء بالطبع، إذ أن الأطفال هم المطالبون بأن يظهروا الاحترام لغيرهم بحراً وبراً وجواً، أما أن يحترمهم الكبار فهذا بلا شك من ضمن قائمة مستحيلاتهم، فأنت عندما تظهر الاحترام لطفلك، فهذا يعني أنه سيظهر الاحترام لك ولغيرك، فلا تنسى أنك قدوة لهم، وإنهم يقلّدون ما تفعله وما تقوله خطوة بخطوة، فمن الأفضل عندما تبدأ في تعليمهم احترام الغير أن تبدأ بنفسك معهم أولاً، وحتى تبدأ في هذه البرنامج السهل والممتع معاً، طالع معي الفقرات القادمة.

- أول الخطوات لكي يتعلم طفلك احترام الغير، واحترامك أنت شخصياً هو أن تستمع له

أرخي لهم أذناً صاغية، فمعظم الآباء والأمهات يحسنون صرف الكثير من الكلام مع أطفالهم ولكنهم لم يجرّبوا أن يستمعوا لهم، عندما تستمع باهتمام إلى ما يقوله طفلك، ستشعر بالكثير من الارتياح لهذه الخطوة، فأنت ستتعلم الكثير عنه من خلال ما يقوله هو، لا من خلال ملاحظتك أنت عن سلوكه، الملاحظة مفيدة نعم في تقصي سلوك طفلك ولكن الاستماع له أفضل، فأنت حينها ستعرف ما الذي ينوي طفلك أن يفعله، وما الذي سيكون عليه مستقبلاً.

- تحدث مع طفلك بنضج

لا يعني هذا أن تتكلم معه كما تتكلم مع الراشدين، فهذا يعني أن تعيره اهتمام يوازي اهتمام شخص كبير، مثلاً إذا طلبك منك شيء معين ورفضته له، أشرح له لماذا رفضت له هذا الطلب، أو لماذا لا تحقق له مطالبه التي يطالب بها كل حين، حاول ألا تجعل كلمة (لا) هي منهجك فقط، فلا تجعل الأمر مسلّما بالنسبة لهم دون أن توضح لهم الغرض من قولها، أي كن منطقياً معهم، وهذه فرصة ممتازة لكي تعلّمهم كيف يكونوا منطقيين وصادقين مع أنفسهم مستقبلاً.

- أنظر إلى طفلك في عينيه عندما يتحدث معك

وهذا يعطيهم انطباع أنك مهتم بما يقولون، وهذه لوحدها تزيد ارتباطك بهم، ومن الأفضل أن تعاملهم على قدر أهمية أفكارهم، والمقصود هنا إذا أتاك طفلك منفعلاً بخبر يعتقد هو أنه مُهم، وأنت لا تراه كذلك، كُن على قدر اهتمامه بخبره، أي لا تظهر اللامبالاة لطفلك عندما يأتيك بما تعتقده أنت تافه، ويراه هو أهم شيء في الكون.

- لا تقل لأطفالك شيئا عندما تكون غاضباً

هذه صعبة شيئا ما، لأن الأطفال أحياناً يأتون بأفعال تغضب الأشجار والصخور في الجبال، ولكن تحكّم بأعصابك في اللحظات الحرجة، أي عندما يأتون بأفعال تستوجب العقاب، قد تقول له شيئا لا تعنيه حقيقة فيلتصق ذهن الطفل ولا يفارقه حتى يبلغ من الكبر عتيّا، وأنت في لحظة غضبك لا تقلل من شأن طفلك بنعته بأوصاف جارحة، كأنك تخاطبه بأنه (حمار) و(غبي)، عندما تتجنب ما سبق، سيشعرون أنك تعاملهم بنضج، وسيصيرون مستقبلاً على مستوى ما تعكسهم لهم أنت من خلال تربيتك لهم.

- أشكر طفلك

وذلك عندما يؤدي لك عملاً جميلاً كلفته به أو أداه من تلقاء نفسه، استخدم كلمة (شكراً) عندها، وعندما تطلب منه عمل شيء ما استخدم كلمة (لو سمحت) أو (من فضلك)، أيهما تريد، فأنت هنا تعلّمهم الأدب وحسن الخلق والذوق في اختيار ألفاظهم عندما يتعاملون مع غيرهم، وبواسطة ذلك تستطيع أن تقطع شوطاً طويلاً في تربيتهم على النهج القويم.

- كن لطيفاً مع أولادك

نعم.. ولا تكن فظّا غليظ القلب في تعاملك معهم، أظهر لهم الرحمة، وحاول أن تبتعد عن نهج أسلوب الأب الديكتاتور، كن الأب الصديق لهم، خير من أن تكون الأب السلطان، الذي يعامل أطفاله كأنه ضابط في معركة حربية وهم عبارة عن جنود تحت إمرته، أعطهم الثقة بالنفس، وأحطهم بالود والاحترام، وسينعكس هذا عليك أنت أولاً.

ملخص القول

كُن أنت النموذج الأفضل لأطفالك، والقدوة الحسنة، وأجعل نفسك أنموذجاً يُحتذى به، وسترى بنفسك التغيير الذي سيطرأ عليهم، وستعرف أنك ربيت فأحسنت وأخرجت إلى المجتمع أبناء نجباء يعرفون كيف يتعاملون مع غيرهم بتهذيب واحترام، وهذا هو غاية كل أم وأب في الدنيا. وبالتوفيق.

» كيف تتعاملين مع الجدآل الدائم بين أطفالك؟!